الشخصية النرجسية"المغناج"
تحدث الكاتب "روبرت جرين" مؤلف كتاب فن الإغواء عن شخصية المغناج او الشخصية النرجسية
النرجسى:، هو شخص انانى يحب نفسة، وشعور الحب لدية ليعزز تقديرة لذاتة فى محاولة فرض سيطرته على الضحية.
الشخصية النرجسية، التى نتحدث عنها هذه المرة هى شخصية أمرأة《جوزفين》بطلت الحكاية، التى احبها "نابليون بونابرت " القائد العظيم صاحب الفتوحات الكبيرة فى التاريخ الفرنسى.
بداية قصة جوزفين ونابليون.
فى فرنسا عام 1795بعد الثورة الفرنسية سمى عام الرعب، فترة مابعد الحرب، شهب مضغوط لوقت طويل، فى الحرب والدماء والقتل، وبعد الإنتهاء بدأ يشعر بالجوع العاطفى(فراغ عاطفى) بداوا يدخلوا فى علاقات عاطفية متعددة بسبب الكبت العاطفى الذى تعرضوا له اثناء الحرب.
الشخصية النرجسية والكبت العاطفى .
الشخصية النرجسية《المغناج》يلعب دائما على الكبت العاطفى، حيث يعطى الضحيه الإشباع المؤقت منها، وبعد ان تتعود عليه وتحب ذلك الشعور معه، يبدأ فى التلاعب بمشاعر الضحيه والإبتعاد
ثم القرب ثم البعد، حتى تصبح غير مستوعب، مايحدث هل هو يحبك حقا ام انه يتلاعب بمشاعرك حتى تظل تفكر به دون انقطاع!!
نابليون بونابرت ماذا فعلت بها الحرية النرجسية؟
فى عان 1795 بعد الثورة الفرنسية كان عمرة 26 عام، لكنها كان اقوى قائد فى حينها، وهذا يدل على انها قوى وعنيف وغيرعاطفى، فى شهر اكتوبر اثناء تواجدة بمكتبة، دخلت علية أمرأة متوسطة الجمال، تدعى جوزفين، كانت اكبر منها ب7 سنوات《عمرها 33 عام》 ولكنها هزت اركان قلبه مثل الزلزال بمجرد ان وقعت عينه عليها.
برغم انها كانت مشهورها جدا فى المجتمع الفرنسى، بتعدد العلاقات ويلتف حولها الكثير من الرجال، لكن لم يستطيع نابليون مقاومتها.
واصبح مشتت لعدم قدرته على فهمها، فهو يرى امرأة بها كتلة من المشاعر والطاقه الايجابية، وعلى الجانب الاخر هو يعلم انها منحرفة وسيئة السمعه.
فن الاغواء عند النرجسى "الحب عند النرجسى"
نابليون اصبح مشتت الفكر.
وبدات جوزفين ترسل له اشارات متناقدة كثيرة، حتى اصبح دائم التفكير بها، ونجحت فى الإستحواز على كل تفكيره.
طريقةالحريةالنرجسية"المغناجه" فى الإغواء.
التناقد وعدم الوضوح حتى تشغل عقل الضحية وبذلك يكون دائم التفكير بها.
وهنا قررت جوزفين اقتحام نابليون القائد العظيم وقامت بدعوته على حفل من حفلاتها الإسبوعية، وبرغم ترده لأن هذه الاجواء لا تناسبة، الا انها وافق وذهب للحفل.
وكان الحضور اغلبهم كتاب ومؤلفين، وصحافين ورموز سياسية.
اعدائه الذى شارك فى سقوطهم والقضاء عليهم، الذى كانت جوزفين واحده من الثوار، لكنها هربت من مدبحة نابليون بمعجزة، لكنها لم يكن يعلم ذلك.
كل هذه الاجواء لا تناسبة، ولكنه ذهب من اجل محاولت فهم جوزفين التى شغلت كل عقله.
جوزفين لم تكن جميلة ولكنها كانت شخصية جذابه.
وكانت محط انظار جميع الحضور، وكل الرجال المتواجدة بالحفل تتمنى القرب منها.
حتى شعر نابليون بالتحدى، وان جوزفين هى المشروع القادم، وقرر ان يحتل قلبها!!
جوزفين شخصية نرجسية من الطراز الاول.
قررت ان تسهل عليه، وتوهمه انها اصطادها، ولعبت على عقدة النقص لديه
واشعرته بذاته ورجولته، وتركت كل الرجال الملتفة حولها، وذهبت وقفت هى بجانبة، حتى اصبح نابليون هو نجم الحفل والرجل الأول، هنا شخصية الحورية الذكية، رمت الخيط لها وهو ابتلعه متوهم انها هو المسيطر.
ادمان المشاعر بداية السيطرة
نابليون برغم شخصيته القتالية ألا انه ادمن الشعور معها بكاينه الرجولى وانها حاز على قلب السنيوريتا التى التف حولها الرجل.
واصبح مهوس بيها وبدا يزورها كثيرا ولكن هى كانت احيانا تتهرب منه وتتجاهله، فيعود الى بيته فى منتهى العصبية، وقبل ان ياخذ قرار غاضب كان فى الصباح تصله رسالة مكتوبة بخط يدها، بها كلمات ساحرة، تهدئ النار التى أشعلت بصدره، فكان يذهب اليها مسرعا من سعادته برسالتها، ويوهم نفسه انها هو من اخطأ بحقها وظلمها ويذهب معتزر على تقصيره معها..!
ابعد حبة تزيد المحبة
كان يظن نابليون انه هو الذى سيطر عليها فى كونه جعلها تتعلق به وتحبه، واصبحت تجرى ورائها، لكن ماحدث العكس، هى من اوقعته فى حبها والتعلق الشديد بها، بسبب تصرفاتها المتناقضة معه، اربكت كل حسابته واصبح يفكر بها ليل نهار، حتى اصبح يلازمها مثل الظل، حتى انها طلب الزواج منها وبعد معناه وافقت على الزواج منه.
وكلما كانت تشعر انها اثقلت العيار معه، كانت تبكى وتستعطفه حتى انه كان يفكر انها هو السبب، فى سوء معاملتها له
ويبحث لها عن تبرير حتى يرضيها!
كان يصدقها لانه يريد تصديقها وليس لانه مقتنع، وكان يعلم أن علاقته معها تؤذية، ولكنها لم يستطيع الإبتعاد، لانه أدمن المشاعر الذى يحسها معها، وهى كانت تجيد الحضور، عندما تكون معه تعطيه كل المشاعر التى يتمنها حتى يكون فى قمة سعادته، وفجأة تغيب وتتجاهله!!
مشاعر متضادة حتى اصبح لا يفكر فى شئ الا بها، وقبل ان يخرج عن سيطرتها، ترسل لها رسالة بخطها بها اجمل الكلمات.
فيعود اليها كالمجنون، لانها ينتظر منها حرف واحدا ليطمئن انها مازالت معه وتحبه.
الهدف من القصة
اغلبنا مر بحياته نفس الشخصية النرجسية المريضة، الذى تأخذه من السخن إلى البارد، فلا يعلم ان كان يتبادل معه الشعور، أم هو من يبذل الوقت والجهد وهو من يعانى للحفاظ على تلك العلاقة.
ومن منا لم يرسل رسائل مليئة بكلمات الحب والايموشين الكثيرة، لياتية رد بارد جاف بكلمة واحده،《 وانا كمان》بعد ساعات من او ربما بعد ايام من رسالته!
الكثير يسال نفسة لماذا احكى كل هذه القصة الطويلة وما الهدف منها؟
هذه القصة تحدث معنا جميعا كل يوم
عندما نعطى كامل مشاعرنا لمن يتلاعب بها ونصبح كالخادم الوفى الذى يترجى كلمة طيبة؟ هل من يحب حقا من الممكن ان يقبل ان يهلك من احب بتدميره نفسيا مابين رفض وقبول وحجج واهية؟ ام نحن من نصنع الطغاة!
فى الختام
العلاقات العاطفية خلقت للراحة والسعادة لسنا مصحات نفسية لتغير سلوك الاخر، لا تهدر وقتك فى محاولت تغير الاخر، فأذا استطتعت، التخلص منه والإبتعاد عنه فهذا افضل، واذا لم تستطيع فعليك التحكم فى ردة فعلك، والسيطرة على نفسك، عامله بنفس اسلوبه ولا تخشى رحيلة، فلن يرحل، هو فقط مطمئن اكتر من اللازم انك موجود مهما فعل معك، جمد قلبك وعاملة بطريقة المرايا حتى يرى تصرفاته فيك وكانه ينظر فى مرأة وقتها سيعلم بمدى سوء فعله.
واخيرا انت تستحق الأفضل
تستحق علاقة مريحة تتصرف فيها بطبيعتك دون ان تحتاج للحرب ولا تغير طبعك فمن لم يقدر حضورك لا تعظم غيابه اتركه وانت الكسبان، كسبان نفسك وراحة بالك، وحتى تعطى نفسك فرصة لإختيار الافضل
سيكون لنا مقال اخر، نستكمل فيه الكلام عن شخصية "المغناج" وكيف نتصرف اذا كان بحياتنا هذا النرجسى.
انتظرونى بالمقال القادم.
إرسال تعليق